top of page

العدد  الثاني عشر فيفري2017

      في   هذ ا  العـــــــد د

  • Facebook Classic
  • Twitter Classic
  • Google Classic

هؤلاء الشواذ الذين يصنعون المصطلح النقدي...

  • د: حبيب مونسي الجزائر
  • 21 janv. 2017
  • 4 min de lecture

د:حبيب مونسي



ــ ماذا لو كانوا مثليين "homosexuel" سادويين نسبة إلى سادوم، قرية قوم لوط عليه السلام، التي أحدثت فاحشة إتيان الذكران؟

ــ ماذا لو صدقت العرب في مثلها حينما قالت:

كل إناء بما فيه ينضح! ؟

ـــ ماذا لو أعدنا النظر في أساليب تعاملهم مع اللغة، في انتهاك حرمتها، والعبث بقواعدها، والتنكر لدلالتها، واخترام قدرها؟

ــ ماذا لو رأينا في الجمل الطويلة الملتوية، المتوارية، الغامضة ضروبا من سلوكات الشواذ في حركاتهم وسكناتهم.. ؟؟

لفت انتباهي إلى هذه المسألة حديث أمّ في الإذاعة وهي تتحدث عن الموضة التي يقتنيها كثير من المراهقين اليوم، من سراويل هابطة، وأقمصة بألوان زاهية، وكتابات غريبة، وشارات وثنية/ كنسية.. حين قالت: أحسب أن هذا كله رسالة يريد مخنثو الغرب وشذاذه وشواذه تمريرها إلى أبنائنا. لأن الذين يرسمون الموضة في الغرب كلهم -ومن دون استثناء-من هذا الصنف.. لقد كان لكلماتها في نفسي وقع الرعد المجلجل، والشهاب الحارق.. ثم ثبت إلى رشدي وأنا أتذكر عبارات قرأتها في كتاب الراحل" عبد العزيز حمودة" "الخروج من التيه" يتحدث فيها عن لغة النقد الحديث التي أخذت مسارا أيروسيا رطبا، يستعير صوره ومصطلحاته من العملية الجنسية الشاذة، دون أن يخفي ميله إلى المثلية الذكورية.

يقتبس "عبد العزيز حمودة" من التمهيد الذي كتبته "جيتاري سبيفاك"في مقدمة ترجتها لكتاب دريدا "grammatologie" قولها:« إن المصطلح الذي يستخدمه دريدا داخل الأسطورة الجنسية لإنتاج المعنى هو الانتشار"dissémination". فعن طريق قرابة لغوية زائفة بين علم الدلالة "semantics" وبين السائل المنوي "semen" يقدم دريدا الرؤية التالية للنصية: إنها عملية غرس لا تنتج نبات، ولكنها عملية متكررة بصورة لا نهائية، عملية إنتاج للسائل المنوي دون أن تكون عملية غرس بل نشر، بذرة تسال عبثا، قذف لا يمكن إرجاعه إلى أصله داخل الأب، إنها ليست عملية تعدد دلالة محددة، بل عملية توليد لمعنى دائم الاختلاف والتأجيل. »( ) .

إن المترجمة تدرك أن ثمة تحايل وتعالم كاذب في الجمع بين كلمتين متباعدتين ليس لهما رابط دلالي معلوم. غير أن المرجع المرضي الذي يغترف منه دريدا رؤيته ومادته الاصطلاحية، يدفعه للجمع بين الكلمتين: فيقرب بين "الدلالة" و"السائل المنوي". غير أن الأمر لا يقف عند هذا الحد وإنما يتسع للحديث عن "السفاح" ذلك الفعل الذي يتم فيه هدر "السائل المنوي" من غير رغبة في الإنتاج. وفيه تتجسد كافة العمليات الجنسية المحرمة.

لا يجد القارئ في مثل هذه النصوص معرفة جادة، تسعفه في عمليات الفهم التي تسعىإلى شكف الروابط الخفية التي تتم بين القارئ والنص أثناء فعل القراءة، لأنها ستنصرف به سريعا إلى حمأة المعاشرة الجنسية الشاذة التي تتقزز منها النفوس. غير أن نقاد الحداثة يوهمون السذج منا أنها أحسن وسيلة للحديث عن العلاقات الخفية التي تتم بين النص والقارئ، في عزلة من الناس. لذلك تستمر "جيتاري سبيفاك" في عرض أفكار "دريدا" مؤكدة على الطبيعة الجنسية لعلاقة القارئ بالنص. فعملية القراءة:« .. أو بالأحرى كل قراءة للنص، تمثل عملية فض "بكارة" أنثى أسطورية، فبمجرد "اختراق" غشاء بكارة النص، يلتئم الغشاء من جديد لتعود المرأة عذراء لم يمسسها بشر، مرة أخرى عملية إنتاج السائل المنوي، وعملية قذف، كما يؤكد دريدا، خارج الغشاء.» ( ).

قد يرى بعض المتحذلقين المتشبعين بزخم الحداثة ولغتها الخنثى، المنخدعين ببهرج صورها، أن ذلك التعبير من قبيل المجاز والتمثيل الذي يقرب المعنى وحسب، وأنه ليس يضر شيئا. فالقارئ اليوم يعرف كل شيء. غير أن التمادي في الاستعمال هو الذي يبعث الريبة في النفوس، ويدفعنا إلى التساؤل حينما نجد تفكيكيا مثل "هيليس ميللر" يصف العلاقة بين النص والقارئ :

« باعتبارها علاقة فاعل جنسي في مفعول به، مستخدما المصطلح الجنسي الصريح نفسه، وإن كان الرجل يقلب الأدوار مشكورا، فيجعل الكتاب مفعولا به، ويحول القارئ أو الناقد إلى فاعل. ويرى الرجل في العلاقة الأخيرة الكتابَ وقد "فتح فنسه" أمام القارئ. أما الوضع الآخر، فإن الناقد يتخذ وضع الأنثى.. وفي هذه الحالة فإن الناقد أو القارئ السلبي "يفتح نفسه" أمام حضور فكر نشط يخترقه عنوة و"يمسك به" و"يمتلكه" و"يملؤه". إن النصوص التي تتم قراءتها اعتباطا ودون اختيار "تقذف محتوياتها" "دافئة" داخل فراغ القارئ أو الناقد. بهذه اللغة وبهذا المنطق تنحت المصطلحات، وتحرر نصوص النقد الأدبي، وتكتب النظريات التي نرددها في شغف من الحءيط إلى الخليج، نتشدق بمتعة النص، ولذة النص، والذروة، والانتهاك، والفتق.. وغيرها من الكلمات التي لا تصدر في هذا النسق عن سوي جاد، يجتهد في مضمار الفكر والنقد. وإنما يصدر حتما عن شاذ مريض، يريد تسويق شذوذه ورضه عن طريق نقد أقل ما يقال عنه أنه يزكم الأنوف برائحة الماخور.

ملاحظة: ستكون لنا وقفة خاصة مع بارت، وفوكو، وغيرهم.. مع هؤلاء الذين في يوم من الأيام وقعوا على عارضة هتك الحياء.


--------------------------------------------------------------------------------------------------------------- Entre 1968 et la fin des années quatre-vingt, toute l’intelligentsia de gauche signe donc des pétitions en faveur de l’abaissement de l’âge légal des rapports sexuels et pour la libération des derniers pédophiles incarcérés par la République : José Artur, Bernard Kouchner, André Glusksman, Bertrand Delanoë et Jack Lang sont du nombre, aux côtés de Sartre, Beauvoir, Robbe-Grillet, Sollers, Foucault, Derrida, Barthes. Dans leur idée, tous les fondements et tous les verrous de l’ordre naturel doivent sauter en même temps. “A bas la société des hétéro-flics ! A bas la sexualité réduite à la famille procréatrice !” proclame la revue Tout (n°12, avril 1971). Toutes les formes de déviance (sodomie, lesbianisme, bisexualité, transexualité, sado-masochisme, pédérastie, zoophilie, coprophagie) doivent donc être légitimées, normalisées et légalisées en même temps. Une seule limite, par concession aux “droits de l’homme et du citoyen” : le consentement du partenaire… http://www.sedcontra.fr/La-Une/Les-propagandes-homophiles-accreditees-par-lEducation-Nationale.html


 
 
 

Comentários


جيلاني ضيف

12.14.2016

كاتب  ومؤلف له عدة أعمال منشورة  مهتم بالثقافة والإعلام الثقافي يعمل في الحقل التربوي..

المدير العام : المشرف على المجلة والموقع

1 / 1

Please reload

bottom of page